إثر تجربتي المتواضعة في ميدان التدريس لرياضة الجودو كنت دوما حريصا مع تلاميذي للتخلق بالميثاق الأخلاقي لهذه الرياضة و الذي يجمع الصفات الأخلاقية الحميدة وهي :
الأدب و التربية : la politesse
الشجاعة : le courage
الإخلاص و الصدق : la sincérité
الشرف : l’honneur
التواضع : la modestie
الاحترام و التقدير : le respect
التحكم في النفس : le contrôle de soi
الصداقة : l’amitié
كل هذه الخصال السامية تساهم في تكوين شخصية الرياضي و تحفزه للصعود في درجات الكمال الإنساني .
غير أنني و طيلة مساري المهني تعرضت لفاجعة *1 و قفت أمامها طويلا مفكرا و متسائلا ثم متأملا ، لعلّي أظفر بقبس أو أجد على النار هدى .
تبين لي أن كل هذه الصفات لا تكفي وحدها لحماية الرياضي من الشذوذ الفكري المتعصب و لا بد من البحث عن بديل يشفي الغليل و يضمن أهم الصفات الأساسية لرياضي المونوتييزم حتى يكون في مأمن من الانحراف .
الصفات الأخلاقية الحسنة كثيرة و متعددة لكنها إذا لم تتسم بالوسطية تتعدى حدها فتنقلب إلى ضدها و كما يقول المثل : إذا تعدى الشيء حده انقلب إلى ضده .
فالشجاعة مثلا إذا تعدت حدها أصبحت صفة مذمومة ألا وهي التهور كذلك التواضع إذا تعدى حده انقلب إلى الذل و الخسة فلا بد من تحكيم مبدأ الوسطية في التحلي بهذه الصفات .
لكن بعض الصفات الأخلاقية النادرة و المعدودة لا يسري عليها قانون الوسطية و ذلك لرفعتها و سموها فلا تنقلب إلى ضدها مهما تجاوزت حدها فهي جسر ممتد ليس له حد .
وبعد حوالي ثلاث سنوات من التقلب بين التعجب و الحيرة تارة و التفكر و التأمل تارة أخرى و بمحاورة تلاميذي ، توصلت إلى استنتاجات قيمة تتلخص في ثلاثة عناصر هامة وهي :
الرؤية الشمولية العاقلة ( التعقل )
و استقلالية التفكير ( التحكم في النفس )
و السعادة و التوازن النفسي ( الاطمئنان )
فالتعقل و التحكم في النفس و الاطمئنان ثلاث صفات محكمات مهما تجاوزت الحد لا تنقلب إلى الضد ، و كلما ازداد الرياضي منها تلبسا إلا زانته .
كل من هذه العناصر الثلاثة بالإضافة إلى الثمانية خصال من الميثاق الأخلاقي للجودو لم أجد كلمة تجمع كل هذه الخصال و تحكي مضامينها ككلمة الحكمة فهي كلمة كافية شافية ليس لها شبيه فهي أم الخصال
( و من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )
لذلك ارتأيت أن أجعل الميثاق الأخلاقي لرياضة المونوتييزم في إجماله يقتصر على صفة واحدة ألا وهي :