يروى أن معلما حكيما كان يتجول مع تلميذه في غابة كثيفة الأشجار
و لما اقتربا من حافة النهر لاحظا عن بعد جاموسة مع صغيرها تشرب من الماء،
و بينما هم كذلك حتى ظهر نمر قوي البنية يقترب من الماء ليطفئ عطشه،
عندها دفعت الجاموسة صغيرها أمامها و لاذت معه بالفرار.
فنظر المعلم لتلميذه وقال بصوت خافة :
ما قولك في ما رأيت ؟
فأجاب التلميذ بكل تلقائية :
إن الجاموسة جبانة فرت من المواجهة
فقال المعلم بلطف :
ما تراها تفعل ؟
أجاب التلميذ :
تواجه النمر بكل شجاعة فتمزقه بقرونها المذببتين
فقال المعلم :
هل بإمكانك تصور النتائج المحتملة وقوعها ، في صورة المواجهة ؟
فقال التلميذ بعد تفكير و تمعن :
الاحتمال الأول هو أن تتغلب الجاموسة على النمر فتمزقه أو تقتله بضربة قاضية ، أما الاحتمال الثاني فقد يتغلب عليها النمر فيقتلها و يقتل صغيرها .
فقال المعلم الحكيم مبتسما :
هلا تأملت ؟ فكلا النتيجتين ينتهيان بمأساة
فالاحتمال الأول الذي ذكرته آثاره وخيمة و خسارته عظيمة و نتيجته إصابة النمر أو موته ، كذلك الاحتمال الثاني نتيجته مقتل الجاموسة و صغيرها و هذه خسارة أكبر .
و بعد صمت عميق قال المعلم بصوت هادئ :
أتدري ؟ ما فعلته الجاموسة بتفاديها المواجهة هو الصواب المطلق ، فلا آثار سلبية و لا خسائر نفسية .