تزخر الحياة الرياضية اليوم بالعديد من الاختصاصات الرّياضية ، منها الرياضات الجماعية و منها الفردية . و لكل من هذه الاختصاصات أهداف مشتركة و أخرى خاصة .
و بالنظر للأهداف الخاصة و بالتحديد في الرياضات الفردية ، تبين لي عمليًّا أهمية بناء النفس الإنسانية بتهذيبها أو تخريبها 1 عن طريق الرياضات الفردية عامة و رياضات الفنون الدفاعية خاصة.
و من السنن الكونية أن : الفراغات إن لم تمتلئ بشيء امتلأت بآخر .
فلا بد لكل وعاء من بضاعة ، فالنفس وعاء إن لم تملأها بالنّافع امتلأت بالضّار .
ففي كل لحظة من لحظات حياتنا يُنحَت على هياكل النفس صورا و مضامين عدّة إرادية و غيرها تنمو بنموّ النفس و تتحوّل إلى ملكات تصاحبها في معظمها إلى اللاّنهاية …
فأين نحن من هذه الصحبة الأبدية ؟
فرياضة التوحيد ( المونوتييزم ) وسيلة من الوسائل العملية لنموِّ الإنسان و تزكيته ليس من الجانب المادي و الجسدي فحسب2 بل من الجانب الروحي المجرد أيضا .
فالنفس الإنسانية نتاج الجمع بين المادي و المجرد أي بين الجسد و الروح3
الروح + الجسد = ولادة النفس
رمزي شبيل
——–
1 : يقول تعالى : (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها) و تهذيب النفس أو تخريبها قد يحصل بقصد أو بدونه ، فتربية النشأ ( النفس ) من الأمور الحساسة و الدقيقة فكم من مربٍّ يظن قبيح فعله حسن ، و الظن لا يغني من الحق شيئا
2 : كما في أغلب الرياضات الأخرى التي تهتم عمليا بالجسد و تهمل أو تتجاهل الجانب الروحي للإنسان .
3 : نظرية الفيلسوف محمد بن إبراهيم القوامي القائل بأن النفس جسمانية الحدوث و روحانية البقاء ، فحدوثها عند اتحاد الروح بالجسد و بقائها الأبدي مع الروح … و الله أعلم .