أساس الخط العربي و ركائزه تكمن في حروفه و كلماته، دون التنقيط و الشكل ، فالمخطوطات القديمة العهد ، كان خطاطوها يرسمون الحروف و الكلمات العربية ببساطة و سهولة، و ذلك قبل ابتداع التنقيط و الشكل . و لتسهيل القراءة و الوصول إلى المعنى الدقيق دون عناء و تخمين من قبل القارئ، وُجِد التنقيط و الشكل في مراحل متأخرة.
فمع مرور الزمن و تطور العلوم و تشعبها، من جهة ، و تدني المستوى العام للغة العربية عند أهلها، من جهة أخرى ، أصبحت كلمات اللغة العربية مبهمة و متشابهة و في بعض الأحيان متماثلة حتى أصبحت للجملة الواحدة معاني متعددة و قد تكون متناقضة في بعض الاحيان و الأمثلة كثيرة ، فكلمة ( سهر ) دون اعتماد التنقيط و الشكل قد يراد بها ( سَهَرَ أو شَهَرَ أو شَهَّرَ أو شُهِرَ أو شَهْرٌ أو … ) مثال آخر لكلمة ( قتل )، دون اعتماد التنقيط قد يراد بها ( قبل أو فتل أو قيل أو فيل أو فنل أو … ) مثال آخر لكلمة ( أزف ) فقد يراد بها ( أرف أو أرق أو أزق أو … )
ولذاك يصعب على المتعلم في عصرنا الحاضر قراءة و فهم المخطوط القديم و ذلك لخلو الخط العربي حينها من التنقيط و الشكل.
فالتنقيط و الشكل ليس أصلا في الخط العربي، و إنما هو فرع، اُحدث لتسهيل عملية القراءة و فهم مضامين الكلمات و الجمل، بأكثر دقة و أسرع وقت .
أما من أتقن اللغة العربية و شرب الخط العربي و اكتسب من البلاغة و البداهة و البيان … فليس في حاجة أكيدة إلى التنقيط و الشكل لفهم معاني الكلمات و منها الجمل .
كذلك في مجال فنيات السيف فالحركات الأساسية لأداة السيف إنما هي دفاعية بدرجة أولى، أما الحركات الهجومية فثانوية و فرعية، و من يتقن حركات الدفاع ليس في حاجة أكيدة لحركات الهجوم كالقطع و النحر و الجذّ و البتر و القص و الفصم وغيرها.
فالحركات الدفاعية أساسية و أصلية، وهي العمود الفقري لفنيات السيف ، كأصالة الحرف ثم الكلمة في اللغة العربية أما الحركات الهجومية الثانوية للسيف فهي هوامش و فروع كالتنقيط و الشكل بالنسبة للغة العربية .
فالتدريب على السيف في رياضة المونوتييزم، يعتمد بالأساس على الحركات الدفاعية للسيف بنسبة 90 % بالمائة من مجمل الحركات الفنية الخاصة به، سواء في التسلسل الحركي بالسيف (كاتا بالسيف)، أو في حركاته الفنية المنفردة .
و من الناحية البيداغوجية السليمة في تعليم فن السيف بالنسبة للمبتدئين و حتى المتمرسين ، يجب أن ينصب على الحركات الدفاعية بدرجة أساسية ، و لا تصل النوبة إلى الحركات الهجومية إلا في مراحل متأخرة، خاصة بعد الوصول بالرياضي إلى مرحلة الرصانة و النضج العقلي الرياضي …