الابتعاد الدائم عن الصراع و المواجهة المذمومة و البحث عن التناسق و التآلف المحمود
المقدمة :
إن أغلب الفنون الدفاعية و المعروفة باسم ( الفنون القتالية )1 ترتكز في مناهجها أساسا على الصدام و الصراع العملي التطبيقي المبني على التضاد و عدم الاعتناء بفنيات التآلف و التناسق الحركي مع تجاهل و غياب كامل لمراحل ما قبل التماس ( avant le contact ) و هذا المنهاج للأسف يكرس في نفسية اللاعب الغلظة و العدوانية المفرطة و يصبح لا يرى في نفسه إلا جانب الصلابة و القوة فلا يعبأ بما يمتلك من قدرات مرنة ، نفسية و عقلية ، تمكنه من الوصول إلى الهدف المنشود بأقل التكاليف و الأضرار ،
لذا رأيت من الواجب و من باب المسؤولية أن أبين التوجه الذي يعتمده فن المونوتييزم في طريقته الدفاعية حسب تدرجه الممنهج مع إحترام جل المراحل المتاحة من مرحلة الصفر إلى المرحلة السيكولوجية و حتى المرحلة الحركية .
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المنهجية الدفاعية في رياضة المونوتييزم بمراحلها التامة لا تقتصر على مجال الفنون الدفاعية فحسب بل يمكن استعمالها في كل مجالات الحياة اليومية ( المجال الاجتماعي ، المجال الاقتصادي ، المجال التربوي ، المجال الصحي ، المجال الديني ….) و سيتم بيان ذلك في أبحاث و نظريات مدروسة لاحقا .
إن رياضة المونوتييزم ترتكز أساسا على عدم الاصطدام بالآخر و تعتمد مبدأ اللين و التعامل السلس و الحكيم سواء عند الدفاع الخالص أو الدفاع الهجومي و في ذلك مراحل و مراتب عدة يجب على المرتاض أن يحترمها و يتقنها حسب الأولوية و هنا تكمن الخبرة و الحنكة لدى ممارسي رياضة المونوتييزم .